أبن الصعيد
اهلا بك زائرى الكريم نتشرف
بان تسجل معنى

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

أبن الصعيد
اهلا بك زائرى الكريم نتشرف
بان تسجل معنى
أبن الصعيد
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

القتل من أسوأ الجرائم البشرية في التاريخ

اذهب الى الأسفل

القتل من أسوأ الجرائم البشرية في التاريخ Empty القتل من أسوأ الجرائم البشرية في التاريخ

مُساهمة من طرف صمت الايام الثلاثاء يناير 04, 2011 12:19 pm

القتل من أسوأ الجرائم البشرية في التاريخ منذ بدء الخليقة, ولكن القتل المتتالي
مسألة أسوأ بكثير, القاتل يجرب لحظات التوتر التي تسبق الجريمة , ويخوض عملية القتل
بكل بشاعتها النفسية , وبعد ذلك تبدأ الكوابيس والأحلام المزعجة والخوف من العقاب,
ومع ذلك فان " السفاح " يكرر جريمته مرة وأخرى ليتحول من إنسان مجرم إلى وحش آدمي
يدب على قدمين , إذا تحدثنا عن أسوأ السفاحين في مصر لابد أن يتبادر إلى الذهن
مباشرة الأختان ريا وسكينة صاحبتا الباع الطويل فى هذا المضمار، وقد تكون القصص
المخفية عن الريانيين والسكينيين أعظم وأبشع ولكنها تحتاج لأخصائيين مهرة للكشف
عنها وفك طلاسمها وألغازها كتلك القصص التي ترتكب كل يوم بدم بارد وتسجل ضد مجهولين
.......... خذ عندك مثلا سفاح كرموز الذي كان نجم الساحة
والإعلام في مصر لمدة خمس سنوات كاملة من عام 1948 وحتى عام 1953 , وقد أثار الرعب
والفزع في مدينة الإسكندرية بعد سلسلة جرائم قتل النساء التي ارتكبها خلال هذه
الفترة , كان اسمه " سعد اسكندر عبد المسيح" وهو أصلا من محافظة أسيوط نزح إلى
الإسكندرية ليقترض بعض المال من أقارب له ويستأجر شونة لتخزين الغلال ومنتجات القطن
ولكنه خلال فترة قصيرة حولها مسرحا لمغامراته الإجرامية بدلا من التعب ومشقة العمل,
يقال أن الأمر الذي ساعده في استدراج النساء كان شخصيته الجذابة!
قتل سفاح كرموز
امرأة عجوز تبلغ من العمر 90 عاما , ولكن إحدى جارتها الشابات شاهدته أثناء ارتكاب
الجريمة وهنا حاول السفاح قتلها هي الأخرى وضربها بعنف ولكن لسوء حظه لم تمت السيدة
وأبلغت عنه وأدلت بأوصافه فقبضت الشرطة عليه لكن مهارة المحامى الذي استأجره جعلتهم
يفرجون عنه, وعاود السفاح نشاطه بعد عامين من الهدوء والاختفاء, فقتل تاجر أقمشة
متجولا بعد أن استدرجه للشونة بدعوى رغبته في الشراء واستولى على نقوده ودفنه في
أرض الشونة مقلدا ريا وسكينة وغيرهن , ثم استدرج تاجر حبوب إلى الشونة وطعنه عدة
طعنات واستولى على ما معه لكن التاجر قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة جرى خارجا فشاهده
بعض المارة .. وتم القبض على " السفاح " الذي قدم للمحاكمة أربع مرات وأصدرت
المحكمة أول حكم لها بالإشغال المؤبدة مرتين ثم صدر حكمان بالإعدام ..و تم إعدامه
في الساعة الثامنة من صباح يوم 25 فبراير عام 1953 وكان أخر ما طلبه وهو في غرفة
الإعدام .. كوب ماء وسيجارة ثم ابتسم ابتسامة غير مفهومة وهو يواجه المشنقة.كأنه
يقول لجلاده بابتسامة خبيثة:لقد كشفت لكم أشياء صغيرة وما خفي عنكم اشد...
ومن
أشهر السفاحين في تاريخ مصر , القاتل المعروف باسم " الخط " والحقيقة أن هناك أكثر
من شخص من المطاريد الذين سكنوا جبال الصعيد هربا من الملاحقة القانونية حملوا اسم
خط الصعيد , ولكن أشهرهم وأكثرهم دموية هو " محمد منصور " الذي بدأت قصته بسبب
جريمة قتل بسبب الثأر انتقاما لمقتل أحد أقاربه, ومن بعدها استمرت لعبة القط والفأر
بينه وبين رجال الشرطة لمدة زادت على 34 عاما بدأت من عام 1914 وحتى عام 1940 وعلى
مدى هذه السنوات تحول منصور إلى أسطورة اختلطت فيها الوقائع الحقيقية بالمبالغات
منها إحدى القصص العجيبة عندما علم أن مأمور أسيوط سيشاهد أحد الأفلام في سينما
المدينة, وهنا دخل الخط قاعة العرض وجلس إلى جوار المأمور مباشرة وقدم له سيجارة من
علبته الأنيقة وفى اليوم التالي أرسل إليه رسالة يقول فيها " انه الخط وهو سعيد
بالسهرة معه في السينما.. وجاءت نهاية الخط الدرامية عندما استطاعت الشرطة أن
تستدرجه لمنزل أحد أصدقائه وتحاصره وعندما رفض أن يستسلم تم إطلاق النار عليه وقتله
وأراد بعض أهالي أسيوط وبعض ضباطها أن يحملوا جثته على " سيارة كارو " ويطوفوا بها
المدينة لكن محافظها الشاعر الرقيق عزيز باشا أباظة رفض ذلك احتراما لقدسية الموت
وخشية الهجوم على الجثة من أعدائه أو حملها على الأعناق من محبيه.
ومن الصعيد
أيضا وما أكثر المدائن التي تطلق عليها أسماء أخرى ولكنها في حقيقة الأمر سبقت
الصعيد في أمور كانت في الماضي من اخص خصوصيات الصعيد يأتي أحد السفاحين العتاة
الذي اشتهر باسم " سفاح بنى مزار" وهو " عيد عبد الرحيم دياب " والذي اتهم بقتل 56
مواطنا بالإضافة إلى عشرات الاعتداءات على النساء والبلطجة بكافة أنواعها, وقد بدأ
عيد حياته خارجا عن القانون كلص ماشية في قرى المنيا , وبدأ تاريخه الأسود في القتل
عندما قتل شقيقين معا وألقى بالجثتين في بحر يوسف, بعدها قتل أحد أصدقائه الذي
اختلف معه وخوفا من ثأر أهل القتيل استدرج عائلته بالحيلة في أحد أيام الجمعة ليقوم
بفتح الرصاص من مدفعه الرشاش عليها ليقتل ويصيب 25 مواطنا في " طلعة " واحدة دون أن
يكون لمعظمهم أية مشكلة مع سفاح بني مزار.
ولم يسقط السفاح إلا بعد حصار طويل في
الجبل رفض فيه الاستسلام ليلقى مصرعه على يد رجال الشرطة ليرحل سفاح بني مزار نجم
القتلة في فترة ما.
وفى القاهرة وفى نهاية الثمانينيات من القرن الماضي ظهر في "
روض الفرج " سفاح أخر للنساء هو مصطفى خضر الذي ظل أكثر من 15 عاما بعيدا عن يد
العدالة , وبدأت جرائمه بقتل صديقه ثم جارته الحسناء التى حاول إغواءها فرفضته فقرر
الانتقام منها بدس السم لها فى الطعام, بعدها قتل ابنة عمه بنفس الطريقة, واستمرت
سلسلة ضحاياه التي بلغت ثمانية وألقى القبض عليه عام1999 قبل أن يقتل ضحيته التاسعة
لتكون نهايته على حبل المشنقة.
وفى نفس العام 1999 سقط السفاح " أحمد حلمي "
الذي أصاب المجتمع المصري بصدمة بالغة , فهو شاب لم يتجاوز ثلاثين عاما من العمر
نشأ في أسرة ميسورة الحال ولا يمكن أن يتوقع أحد أن تكون الجريمة والقتل هي دنياه
الأثيرة, كانت أو جريمة له هي قتل 3 أشخاص دفعة واحدة , وظل لفترة مطاردا من قبل
البوليس ولكنه في النهاية سقط .



وراء كل الاحتراب الداخلي والثارات.. امرأة!!

على الرغم
من أن الدراما التليفزيونية والسينمائية أظهرت المرأة الصعيدية في صورة المقهورة
والمظلومة التي تحرم من طفولتها ومن حقها في التعليم ومن ميراثها الشرعي .. وغيرها
من الصور السلبية التي ترسخت في الأذهان عن نساء الصعيد ، إلا إن الواقع يختلف
كثيرا ، فالمرأة ربما تكون مقهورة ومحملة بالكثير من الهموم والأعباء ، ولكن هذا
الأمر ينطبق - أيضا - على الرجل الصعيدي ، فالطبيعة القاسية في جنوب مصر من فقر
وبطالة وجهل ونقص في الخدمات لا تفرق بين رجل وامرأة ، فالكل تحرق بشمس الصعيد
اللاهبة وعاني من تقاليده الجامدة الصارمة ، ولا يملك أحد التملص من تلك التقاليد
إلا اتهم بالجبن والعقوق .

ومن المفارقة أن المرأة الصعيدية تلعب دور الحارس على تلك التقاليد
، وعلى رأسها بالطبع الثأر ، فالمرأة تكاد توهب حياتها بالكامل للثأر لأب أو زوج أو
أخ أو ابن قتل غدرا ، وتتصدي لأي محاولة من أفراد أسرتها للتهرب من " الدم " ، وشهد
الصعيد عشرات النسوة اللاتي بتن يدعين الله ليل نهار أن يحفظ لهن الابن والأخ ، لا
لشيء إلا ليأخذ ثأر عائلته ، فالمرأة الصعيدية ترضع ابنها وتربي شقيقها على أن
الثأر مرادفا للرجولة ، وانه قدر محتوم لا مفر منه ، وفي أحد حوادث الثأر استدرج
شقيقان قاتل أخيهما لتناول العشاء ثم ذبحوه وقدموا رأسه هدية لأمهم.

ولا تتردد المرأة الصعيدية في تهديد ذويها بأنها سوف تأخذ ثأر
العائلة بنفسها إذا ما لاحظت تباطأ من جانب الرجال ، وكثيرا ما تقدم على "حلق
شعرها" بالكامل ، وناهيك عن ترديدها الدائم لتلك المواويل البكائية الممزوجة بالدم
المعروفة بالعويل أو المندبة، فهي تستحث الأعمام على أخذ ثأر أخيهم على لسان ابنه
الرضيع "وصيت يا بايا علينا مين‏..‏ قلب قاسي ولا قلب حنين" ، ثم ننتقل إلى الأخوال
"يا خال ربيني ووديني حداك.. لابد أبويا يوم الرحيل وصاك".

وإذا لاحظت المرأة الصعيدية تباطؤً من جانب الأقارب فإنها تتوجه إلى
طفلها الصغير باعتباره الأمل الأخير "يا بويا هات لي توب مايدوبشي‏ .. ‏ ده العم
ولا الخال ما يدومشي"، فتغرس في نفس الطفل عشق القتل بهدف الثأر وإن كانت تعلم أن
ثمن هذا سيكون ضياع فلذة كبدها نفسه الذي حتما سينتهي مصيره إما بالقتل أيضا أو
بالإعدام أو حتى بالأشغال الشاقة على أقل تقدير وفي جميع هذه الأحوال فإنها لن تراه
ثانية لكنها رغم هذا لا تتخلى عن عقيدة الثأر أبدا.

والمرأة الصعيدية لا تقف عند حد التحريض فقط ، بل إنها في بعض
الأحيان تحمل السلاح ، وهو ما حدث بالفعل في إحدى قرى محافظة قنا ، فبعدما التهم
الثأر من الرجال من التهم ، وابتلع السجن الباقين ، تدربت المرأة على استخدام
السلاح وحملت البنادق الآلية ، وأخذت على عاتقها رعاية الأرض والأطفال .

وقد شهدت قنا أشهر حوادث الثأر التي نفذتها امرأة ، حيث أقسمت امرأة
اسمها "ليلى" على الثأر لإخوتها الثلاثة الذين قتلوا غدرا ، خاصة أن أبناءها وأبناء
إخوتها مازالوا أطفالا ، وأصرت على أنها ستأخذه مضاعفا ، وحلقت شعرها ، وارتدت
ملابس الرجال ، وحملت مدفعا رشاشا ، وانتقلت للإقامة في الكهوف ووسط زراعات القصب ،
وظلت تراقب أعداءها سنوات طويلة حتى حانت اللحظة الحاسمة ، وعلمت أن قاتلي إخوتها
يستقلون سيارة ميكروباص لتأدية واجب العزاء بإحدى القرى ، فانتظرتهم عند مدخل
القرية، وأوقفت السيارة وطلبت من السائق النزول لأنه ليس من نفس العائلة ، وحصدت 12
شخصا من خصومها.‏

ولعل القاسم المشترك الذي يجمع كافة حوادث الثأر هو الدموية والتشدد
والتباس مفاهيم الشرف بالدم ، وعدم تغليب مبادئ العفو والتسامح بين البشر ، ويكاد
يقع أغلب من تنزلق قدماه لهوة الثأر أسيرا لعادات اجتماعية ومفاهيم بالية تدفعه
دفعا لسفك الدم ، فيروي أحد المكروبين بالثأر أنه حين يذهب لشراء علبة سجائر ويعطي
التاجر عشرين جنيها مثلا ( أقل من 4 دولارات ) وينتظر باقي نقوده فإن البائع ينهره
قائلا : "لا حق لك عندي ، أنت جاي تاخد حجك مني ما تروح تاخده من فلان اللي قتل واد
عمك".

وعلى هذا النحو تظل مناورات الدفع نحو ما يعتبرونه القصاص وهو
انتقام أعمى ، فلعلك تعجب إذا علمت أن جريمة الأخذ بالثأر لا توجه في الغالب للقاتل
بل أن الأسرة التي لها ثأر عليها أن تختار أقوى وأعلى شخصية من عائلة الخصم حتى
يحترق قلب العائلة عليه وتكون خسارتهم فادحة ، وعلى هذا النحو يدفع الصالحون
الناجحون "اللي عليهم العين" كما يقال ، ثمن جريمة لم يقترفها بل ربما ارتكبها أحد
أقاربه المنبوذين المحسوبين عن طريق الخطأ
لعائلته....
فهل جرائم القتل المتصاعدة في
مجتمعنا القابيلي تقف المرأة خلفها أم أنها مسؤولية مشتركة؟ إنها اعقد من الجرائم
الصعيدية لان الرجاجبل هم الذين ينمون هذه الظاهرة ويسعرونها....بل هناك وللأسف
هيئات نمتها في الخفاء وأطلقت لها العنان حتى تعملقت...
هل يضر الشاة سلخها بعد
ذبحها ؟
إذا مات الإنسان وانفصلت روحه عن جسده هل يظل لجسده إحساس ما من أي نوع
؟
هل تنتهي وتنقطع العلاقة تماما بين الروح والجسد عند الممات ويمسي الجسد مجرد
كتلة صماء من اللحم والشحم والعظام والأعصاب .... ؟
لقد أسترعى إنتباهي قول رسول
الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح الذي أخرجه أبو داود والترمذي وابن ماجه
والطحاوي والداراقطني والبيهقي وأحمد "كسر عظم الميت ككسر عظم الحي".
قال
السيوطي في بيان سبب الحديث عن جابر خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم في
جنازة فجلس النبي صلى الله عليه و سلم على شفير القبر وجلسنا معه فأخرج الحفار عظما
ساقا أو عضدا فذهب ليكسره فقال النبي صلى الله عليه و سلم لا تكسرها فإن كسرك إياه
ميتا ككسرك إياه حيا ولكن دسه في جانب القبر قاله في فتح الودود ( ككسره حيا ) يعني
في الإثم كما في رواية
ويحتمل أن الميت يتألم كما يتألم الحي ، يؤيد ذلك ما
رواه ابن أبي شيبة في " المصنف " عن ابن مسعود وقال :" أذى المؤمن في موته كأذاه في
حياته " قال ابن عبد البر : يستفاد منه أن الميت يتألم بجميع ما يتألم به الحي ،
ومن لازمه أن يستلذ بما يستلذ به الحي .
وجاء في كتب الحنابلة: "ويحرم قطع شيء
من أطراف الميت، وإتلاف ذاته، وإحراقه، ولو أوصى به".
وليس هذا وحسب بل قد جاء
الأمر بمراعاة مشاعر الموتى حتى وهم في قبورهم والنهي الصريح عن مضايقتهم وإيذائهم
بما يؤذي الأحياء سواء بسواء يشهد لذلك ما رواه الإمام أحمد في مسنده بسنده إلى
عمرو بن حزم قال :" رآني النبي صلى الله عليه وسلم متكئاً على قبر فقال : لا تؤذ
صاحب القبر . أو لا تؤذه " رواه النسائي في السنن بلفظ " لا تقعدوا على القبور "

وأخرج مسلم في صحيحه: عن أبي هريرة قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "
لأن يجلس أحدكم على جمرة فتحرق ثيابه فتخلص إلى جلده خير له من أن يجلس على قبر ".
رواه مسلم والأربعة.
و عند الطبراني والحاكم وابن مندة عن عمارة بن حزم قال رآني
رسول الله صلى الله عليه و سلم جالسا على قبر فقال يا صاحب القبر انزل عن القبر لا
تؤذي صاحب القبر ولا يؤذيك ) .
فمن خلال هذه الأحاديث وغيرها الكثير والتي تركت
إيرادها هنا طلبا للاختصار ، لتدلنا بما لا يدع مجالا للشك من أن للميت شعورا
وإحساسا وإن شئت فقل إدراكا جسديا حسيا تماما كما هو في حال حياته وذلك طبعا إذا
أخذنا بظاهر هذه الأحاديث وغيرها، ولا أرى سببا وجيها يدعونا لصرفها عن ظاهرها ،
والنهي فيها واضح وضوح الشمس وكذلك يشهد لذلك فهم كبار العلماء كابن عبد البر و
وغيره كابن حجر ـ كما سيأتي ـ لهذا المعنى والله أعلم .
ووجه الاستدلال ههنا
هو:
إذا كانت حرمة المسلم ميتاً مساوية لحرمته حياً، فكيف تكون الجرأة بهتك
حرمته،
وإذا كان الإسلام نهى عن انتهاك حرمات الأموات وشدد النكير وشدد النكير
عليها فكيف بحرمات الأحياء الذين يقتلون اليوم لأتفه الأسباب ظلما وعدوانا؟؟

أفظع ألوان العدوان سفك الدماء
إن سنة الطغيان واحدة في كل زمان
ومكان، إنها اندفاع نحو الشر، تحقيقًا للأغراض والأطماع لكل طاغية معتد، فيه من
أوصاف من عناهم رب العزة بقوله: لا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلاً وَلا ذِمَّةً
وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُعْتَدُونَ [التوبة:10]، أي: لا يراقبون في العباد قرابة،
ولا يحفظون عهدًا، ولا يبقون على أحد لو ظهروا أو انتصروا، الكل في شريعة الطغاة
المعتدين أناس لا يستحقون الحياة.
وإن شر الطغيان وأفظع ألوان العدوان سفك
الدماء التي حرم الله قتلها إلا بالحق، والمسلم قد حقن الله دمه كما جاء في الحديث
الشريف: ((كل المسلم على المسلم حرام: دمه وماله وعرضه))، فمن اجترأ على قتله دون
جناية أو قصاص فقد حادّ الله ورسوله وارتكب كبيرة من الكبائر؛ مما يجرّ عليه الوبال
والدمار، ويصطلي بها العذاب خالدًا في النار، كما قال تعالى: وَمَنْ يَقْتُلْ
مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ
عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا [النساء:93]، وجاء في
الحديث الشريف: ((لو اجتمع أهل السماوات والأرض على قتل رجل مسلم لأَكَبّهم الله في
النار))، وفي حديث آخر: ((من أعان على قتل مسلم ولو بِشَطْرِ كلمة جاء يوم القيامة
مكتوبًا بين عينيه: آيس من رحمة الله)).
لقد ضيّق الإسلام دائرة إراقة الدماء
المسلمة، وجعلها درءًا لمفسدة أكبر أو ضرورة لإقامة العدل واستتباب الأمن في
المجتمع، فقد صح عن رسول الله أنه قال: ((لا يحل دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث:
الثيّب الزاني، والنفس بالنفس، والتارك لدينه المفارق للجماعة)).
ولكي ينتشر
الأمن في ربوع المجتمعات لا بد من حصانة الإنسان أنّى كان، وعدم تجريمه إلا بدليل
قاطع، وهذا هو الحق المشروع لكل البشر. ومن السنن الإلهية براءة البشر وعدم إدانتهم
بذنب الآخرين، وعدم أخذهم قبل إتمام الحجة عليهم، وأن لا يؤخذ البريء بجُرم غيره،
وهذا من تجليات العدل الإلهي، قال الله تعالى: أَلاَّ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ
أُخْرَى وَأَنْ لَيْسَ لِلإِنسَانِ إِلاَّ مَا سَعَى [النجم:38، 39].
وعلى هذا
فإن كل إنسان يتحمّل وحده مسؤولية أفعاله، ولا يظلم أحد بتحميله وزر غيره، إلا إذا
كان قد صدر منه ما يستوجب تقصيره، فيتحمّل وزر نفسه بقدر تقصيره، فلا يجوز العقاب
الجماعي المعمول في الأنظمة الظالمة، ولا يجوز ملاحقة ذوي القرابة بسبب اتهام
قريبهم بجريمة.
أيها المسلمون، إن الصفات السيئة ـ والتي منها رذيلة التعالي
وفاحشة الحسد ـ قد تمسي خطيرة على حياة البشر، وعلى المؤمن أن يسعى جاهدًا لتطهير
نفسه منها، كما ينبغي أن يسعى المجتمع المؤمن نحو تزكية النفوس من رواسب العصبية
والأنانية؛ لكي يقتلع جذور الفساد والجريمة.
لقد تبرّأ رسول الهدى عليه الصلاة
والسلام من كل العصيبات كيفما كان لونها واتجاهها، ووضعها تحت قدميه، إلا العصبية
للإسلام، وتبرّأ ممن لا ينتمي إليها، إذ يقول: ((من قُتِل تحت راية عمية يدعو إلى
عصبية أو ينصر عصبية فقتلته جاهلية))، وقال: ((ليس منا من قاتل على عصبية)). وما
ذلك إلا لجمع شمل المسلمين والاتجاه بهم إلى توحيد الصفوف وتوحيد الكلمة تحت شعار
الإسلام وكلمة: لا إله إلا الله محمد رسول الله.
إن محور التربية السليمة هو
التقوى، وإن التنافس والتسارع إلى الخيرات بالتقوى خير من الصراع والتنافس على حطام
الدنيا.
إن الحياة من الحقوق الأساسية للبشر، وهي قيمة إيمانية نابعة من احترام
الآخرين والاعتراف بكل حقوقهم، وهكذا كانت حرمتها من أعظم الحرمات في القرآن
الكريم، وليس القتل جريمة عادية؛ إذ إنه مخالف لفطرة البشر، كما أنه من مفردات
الظلم؛ لأنه استلاب لحق الحياة من صاحبها.
ومن أجل المحافظة على حرمة الدماء
واحترام قيمة الحياة جعل الله سلطانًا لولي المقتول ظلمًا بدون إسراف، وجعل ميثاق
المجتمع حرمة القتل، كما جعل القصاص حياة للمجتمع: وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ
حَيَاةٌ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ [البقرة:179].
ومن
الصفات التي وصف الله بها عباد الرحمن بأنهم لا يقتلون النفس التي حرم الله قتلها
إلا بالحق، ويترفعون عن كل مجالات الإثم وعن العدوان في مختلف ألوانه، قال الله
تعالى: وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ
النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ
[الفرقان:68]، إلى أن قال: أُوْلَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا
وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلامًا خَالِدِينَ فِيهَا حَسُنَتْ
مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا [الفرقان:75، 76].

فإنه من أجل المحافظة على
الحياة ووقف جرائم القتل لا بد من البيان بأن إزهاق الأرواح من كبائر الذنوب، وأن
جزاء من يقتل مؤمنًا جهنم خالدًا فيها، وأنه لا بد أن يكون من ميثاق الأمة منع
القتل، ووضع قصاص عادل للجاني، وعدم تكتم الناس على القاتل.
أيها المؤمنون، وفي
ظل انتشار جريمة القتل والاعتداء على الآخرين أذكر أمورًا وأحكامًا من شأنها منع
هذه الظاهرة، أو على الأقل التخفيف منها، وهي:
1- عدم جواز مبادرة الإنسان إلى
قتل الآخرين أو إلحاق الأذى بهم لمجرد شعوره بأنهم يُضْمِرون له شرًّا، فالكثير من
الجرائم تقع بسبب هذا الخوف، وحبذا أن يلتزم الناس بما قاله ابن آدم لأخيه: إنه لن
يبسط إلى أخيه يده ليقتله. ولا يعني ذلك بالطبع منع الدفاع عن النفس، أو الاستسلام
التام لقتله وللجناة.
2- المبادرة إلى أعمال الخير والاستباق فيها، كذلك يجب
الامتناع عن المبادرة إلى الشر.
3- الاستفادة من عزمنا وإرادتنا وكل طاقاتنا
الروحية والعقلية في المرحلة السابقة على الشيطان والنفس الأمارة في سعيهما
لإضلالنا وتطويع وجداننا.
ومن هنا ينبغي الاهتمام بما يلي:
أ- نشر ثقافة قيمة
الحياة الإنسانية في المجتمعات بكل وسيلة ممكنة، ومواجهة ومحاربة كل النعرات
الجاهلية التي تستهين بالحياة البشرية.
ب- التخويف من عاقبة القتل، وبيان مدى
الخسارة التي ستلحق بالقاتل في الدنيا والآخرة، وبيان ندم القاتل على
جريمته.
ت‌- منع عرض أفلام القتل التي تجعل القتل عملاً سهلاً، بل ومقبولاً، كما
وأنها تُعلّم أساليبه، وأيضًا الامتناع عن سماع الأغاني والأناشيد والأشعار والقصص
التي تمجّد القتل.
والأهم من كل ذلك امتناع الناس عن أخذ القانون وتطبيقه
بأيديهم.
إن قيمة الحياة عظيمة، وعلى المؤمنين أن يحافظوا عليها ما استطاعوا إلى
ذلك سبيلاً.
صمت الايام
صمت الايام
Admin

رقم العضوية : 1
عدد المساهمات : 183
تاريخ التسجيل : 11/12/2010
العمر : 36

https://rain.ahlamountada.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى